تحرك إماراتي يساعد "الإنتربول" في القبض على زعيم تهريب البشر بالسودان
ترحيب هولندي وإشادة إثيوبية
تم توقيف مهرب أشخاص في السودان، معروف بمعاملته القاسية والعنيفة بشكل خاص للمهاجرين، وذلك بفضل الإجراءات السريعة التي اتخذتها الإمارات العربية المتحدة، بناءً على معلومات تمت مشاركتها عبر الإنتربول.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لـ"الإنتربول"، كانتا إثيوبيا وهولندا قد أصدرتا نشرتين أحمرتين عن كيدان زكياس هابت ماريام، بشأن تهم تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر وجرائم أخرى ذات صلة، وأكدت النشرتان أن ماريام مطلوب لرئاسته منظمة إجرامية كبرى وراء اختطاف وابتزاز وقتل مهاجرين من شرق أفريقيا.
وكان "هابت ماريام"، وهو مواطن إريتري على رادار الإنتربول منذ عام 2019 ويعتقد أنه قام بتهريب آلاف الضحايا والاتجار بهم.
وفي مارس 2022، أدت المعلومات الاستخبارية التي جمعتها وحدة الإنتربول المعنية بالاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين إلى عقد اجتماع لفرقة العمل مع مشاركين من إثيوبيا والسودان وهولندا والإمارات العربية المتحدة واليوروبول ومركز العمليات الإقليمي؛ دعما لعملية الخرطوم ومبادرة الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي، وهو ما أدى إلى استكشاف الثغرات التحليلية، واقترب ضبط الإنتربول تدريجيا من الهارب وشركائه.
وأدى هذا التعاون المكثف إلى توليد مجموعة جديدة من المعلومات الاستخباراتية، مما سمح للسلطات الإماراتية بإجراء تحقيق شامل حول شبكته وأفراد أسرته، وتحديد أنشطة غسيل الأموال، والتوجه إلى السودان.
وسيوجه اعتقال هابت ماريام ضربة كبيرة لطريق تهريب رئيسي نحو أوروبا، ويحمي آلافا آخرين من الاستغلال على أيدي الجماعة الإجرامية.
وفي حديثه عن ظروف الاعتقال، قال مدير عام الإدارة العامة الاتحادية لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية الإماراتية، العميد سعيد عبد الله السويدي: "بفضل احترافية وتفاني ضباط الشرطة لدينا، لن يتمكن أكثر متاجري البشر المطلوبين في العالم من ارتكاب أفعاله الخسيسة.. ستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة نشر قدراتها التشغيلية الكاملة لحماية المجتمعات الضعيفة من هذا الاستغلال المروع".
ومن جانبه، رحب الضابط الهولندي، ستيفان شراندر، بالاعتقال، مضيفا أنه كان على قائمة المطلوبين الوطنية الهولندية منذ أكتوبر 2021، كما أعربت بلدية ماريشوسي الملكية، عن امتنانها للتعاون الفعال في هذا التحقيق مع مختلف البلدان بالتنسيق مع الإنتربول.
وأضاف شراندر، أن "هذا التعاون الناجح قد أدى بالفعل إلى قيام إثيوبيا العام الماضي بتسليم أحد المقربين منه، وأعقب ذلك الآن اعتقال هابت ماريام الذي يتعين عليه مواجهة العدالة بسبب أنشطته الإجرامية، بما في ذلك تهريب آلاف الضحايا في ظل ظروف مهينة وعنيفة".
وشدد المفوض العام للشرطة الاتحادية الإثيوبية، ديميلاش جبرمايكل، على جهود الضباط الذين عملوا ليلا ونهارا لمتابعة الخيوط التي تولدها فرقة العمل قائلا: "لقد أدى هذا الجهد الهائل إلى اعتقال مجرم دولي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في إثيوبيا.. إنه نجاح ملحوظ".
وأضاف المدير التنفيذي للخدمات الشرطية في الإنتربول، ستيفن كافانا، أن ''هذا دليل على نجاح شبكة الإنتربول وما يمكن تحقيقه عندما تعمل البلدان معا، فهي ببساطة الطريقة الوحيدة لوقف المجرمين".
وقال "كافانا": "نحن ملتزمون أكثر من أي وقت مضى بتحديد جميع الأعضاء في هذه العصابة الخاصة بالتهريب، وأي أعضاء آخرين يستغلون بشراسة الأشخاص الذين يبحثون عن حياة أفضل.. ومن المتوقع إلقاء القبض على المزيد من الأشخاص في إطار التحقيقات الجارية، وفي ظل استمرار التنسيق مع عدة بلدان أعضاء في الإنتربول".